اعيدوا ذكراه في ذكرى أكتوبر
يمنات
ماجد زايد
كان شاعرًا غنائيًا فرائحيًا غزليًا متمرسًا، كان راقصًا عبثيًا عدميًا عاطفيًا صعلوكًا هائمًا متروكًا ووحيدًا بلا مبالاة، لكنه بعدما أعلنت الثورة عن صرختها الأولى ونادى الوطن أبنائه هيا يا رفاق، نهض من كبوته وعاطفته وتراخيه متقدمًا يناظل في وجه الإحتلال البريطاني البغيض، خرج شاعرًا بطلًا في أكنوبر العظيم، كان صوت الثورة ونثرها الرنان، واليوم صار منسيًّّا عن الثورة..
الشاعر الغنائي الثائر والمجهول أحمد بو مهدي أبن المكلا وقائد مفردات الثورة الشعبية في الجنوب..
من منا لا يعرف اغاني اللحجي والرقص الفرائحي السريع؟! من منا لا يعرف هذه الأغنيات الخالدات من هويتنا وتراثنا:
“الا يا طير يا الأخضر”
“وأين بلقاك الليلة”
“لقيته يا ماه ذي سالت دموعي عليه.. ليته يجي عندنا”..
هذا ما كان يكتبه أحمد بو مهدي قبيل الثورة وبعدها، ولكنه في زمن الثورة ضد المستعمرين آنذاك خرج من دائرة الغناء والأفراح والعواطف الى ميدان الثورة والمفردات المقاتلة.. كان واجبًا مقدسًا للوطن والشعب..
كتب في يومه الأول من الثورة الى الشعب قائلًا:
بلادي إلى المجد هيا انهضي
وسيري بعزم الشباب الأبي
بدأنا كفاح البناء فاهنئي
لينعم شعبي بعيش هني
الى أن قال:
أمامك يا شعب دربٌ طويل
علينا إذا لم نصنع المستحيل
جميعاً سنهتف لا لن نميل
ونحيا على رغم أنف العميل
انه نموذج إستثنائي عن تقديم الوطن على الذات، عن الإنتماء الحقيقي للشعب والثورة والغايات العامة على حساب النجاحات الشخصية الضيقة، هو حكاية بطولية عن شاعر أخرج المواطنين خلفه ثائرين بعد أن كان يخرجهم للرقص والمناسبات، هو الأثر والإنتماء ذاته، وهو ما نتحدث عنه دائمًا، وهو نموذج عن ثورة تجاوزت حدود الأضواء والمصالح والإمتيازات المبتذلة الى شعب يسير مع ترانيم الغناء والثورة الى النصر والإستقلال.
إنه العظيم: أحمد بو مهدي..
كتب أخيرًا الى رفاقه وشهداء ثورته بعد تتويجها:
فهيّا اكتبوا النثر والا النشيد
فهم حطموا القيد يا فرحتي
إقرأوا عنه، واعيدوا ذكراه في ذكرى أكتوبر، هو في الحقيقة ما يزال مغمورًا ومنسيًا ومجهولًا عن ذاكرة أكتوبر.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.